عن سورة الرحمن

 عن سورة الرحمن

    الإبحار في فضل سورة الرحمن وجمال آياتها والتفكر في آلاء الله وبديع صنعه

    جاء في فضل سورة الرحمن حديث حسنه الشيخ الألباني وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا، فقال لقد كان الجن أحسن رداً منكم، كلما قرأت عليهم فبأي آلاء ربكما تكذبان، قالوا: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد".

    وسورة الرحمن من السور المدنية والتي يبلغ عدد آياتها 78 آية، وهي من السور التي يشعر المؤمن عند قرائتها بعجيب صنع الله وخلقه وآلائه سبحانه ونعمه وفضله وبديع صنعه في الكون وفي الإنسان وفي الجن، والسورة تخاطب الثقلان الجن والأنس وتعرفهم بقدرة الله ورحمته وخلقه لكل شئ في الكون، وفيها يبين ربنا لعباده الكون وما به من معجزات باهرات تدل على عظمة الخالق سبحانه في خلق السموات والأرض وفي خلق الشمس والقمر والنجوم، وفي الحسابات الدقيقة التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وأنه وحده الخالق المدبر لهذا الكون وجعل كل شئ فيه يمشي بحسبان كما جاء في سورة الرحمن في قوله تعالى "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ" ثم أخبر ربنا بعد ذلك عن النعم التي جعلها لنا على هذه الأرض فقال تعالى "وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ".

    وتحدثت السورة كذلك على نعم الله علينا وعلى الجنة والنار وجزاء المتقين وجزاء الظالمين في النار وبينت ما أعده الله للمتقين من نعم عظيمة وعيون في الجنة وفاكهة كثيرة من نخل ورمان، وبين كل آية في الصورة يذكرنا ربنا بقوله تعالي " فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"، بأي من هذه النعم الواضحة الظاهرة نكذب يا رب وأنت أبدعت في صنعك ويسرت ودبرت وخلقت ورزقت وهيأت لنا الدنيا، وأعدت جنتك للمتقين المؤمنين نسأل الله أن نكون منهم وحاشا لنا أن نكذب بآلائك يا رب.

    ثم ختم ربنا سورة الرحمن بقوله " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ"، وهذا جاء ختاماً على عظمته سبحانه ورداً على المشركين وعلى الظالمين في كل زمان ومكان.

    بعض خصائص سورة الرحمن

    وهناك خصائص لهذة السورة العظيمة نذكر منها:
    أنها السورة الوحيدة في كتاب الله تعالى المحكم المنزل على رسوله التي افتتحت باسم من أسماء الله الحسنى وهو اسم "الرحمن" ولم تبدأ غيرها بذلك، ويدل على سعة رحمة الخلق ولطفه بعباده.

    من السور التي جاءت آياتها على طريقة الترغيب والترهيب، ففي آياتها ربنا يرغبنا في جنته، وفيها يحذرنا ربنا من ناره وعقوبته.
    من السور التي توضح قدرة الله على تسيير الأفلاك وتسيير السفن وبديع صنعه في الكون وفي جنبات الكون وفي كل شئ سخره لنا في هذه الحياة وعلى الأرض.

    من السورة التي تكررت بها الآيات كسورة المرسلات حيث ذكرنا ربنا " فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" وهذا يدل على مقام الامتنان له سبحانه والتعظيم له، ويدل على بديع وجمال لغة القرآن العربية التي نزل بها وهي لغة أهل الجنة.
    لا شك أن السورة بدأت بتعليم القرآن وهذه نعمة عظيمة من الله يمنحها لمن يختارهم جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن.

    خاتمة

    سورة الرحمن عند قرائتها بتمعن وخشوع وطمأنينة تشعر بعظمة الخالق سبحانه، وتشعر ببديع خلقه والنعم التي أنعم بها علينا، وتشعر في آيات العذاب بالخوف الشديد، وتصور لك جمال الجنة وما فيها فتشعر بالاشتياق لها جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن ومن أهل الجنة.
    Walid
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع عالم المعرفة - معلومات بلا حدود .

    في الختام .. لا تنسى تقييم التطبيق لكي نستمر في نشر المزيد من المقالات 🌺