فضل الصدقة
عظيم فضل الصدقة عند الله وجزاء المتصدقين والحث عليها من الكتاب والسنة
إن ديننا الحنيف وضع لنا مداخل عظيمة ننال بها رضا الله عز وجل وجعل لنا قربات تجعلنا نتقرب من الجنة بفضل الله ورحمته بسبب أعمال كثيرة سواء قلت هذه الأعمال أو كثرت، وإن من أفضل هذه القربات إلى الله عز وجل هي فضل الصدقة التي جعلها الله من أحب الأشياء إليه فهي صفة من صفاته عز وجل فهو الجواد الكريم وهو المنعم وهو صاحب الفضل والعطاء وهو الرزاق يعطي بلا حول منا ولا قوة وخزائنه لا تنفد، وأوجب علينا الصدقة في بعض الأحيان كالزكاة الواجبة بأنواعها، ولكن وضع لنا طريقاً أخر يتنافس فيه المتنافسون على قدر استطاعتهم وهو التصدق والإنفاق فلا يعلم أحد أتقبل صدقته أم لا، فربما تمرة واحدة بنية خالصة أدخلت صاحبها الجنة.وفي فضل الصدقة جاءت أيات كثيرة في كتاب الله وأحاديث متعددة فقال تعالى في كتابه العزيز " مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" وقال أيضاً " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "، ومن الآيات التي تبين مضاعفة الأجر لمن يتصدق وتبين أنه وكأنه يقرض الله قرضاً حسناً قوله تعالى " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "، وقال جل وعلا " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"، ومن بين الآيات العظيمة التي تبين أهمية الصدقة وأنها من فضلها العمل الوحيد الذي يتمنى الميت أن يعود للدنيا ليتصدق قوله تعالى " وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ".
كما جاء في فضل الصدقة وفضل المتصدقين أحاديث كثيرة امتدحتهم وبينت فضل الصدقة العظيم وأجرها الواسع من الله عز وجل ومن هذه الأحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل "، وفي حديث أخر يبين أن الملائكة تدعوا وتستغفر للمنفقين والمتصدقين فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً "، ومن فضل الله علينا أنه جعل لنا باباً لظله يوم لا ظل إلا ظله وهو من بين فضل الصدقة العظيم فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه : إمامٌ عدْلٌ، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".
ولا شك أن الآيات والأحاديث في فضل الصدقة عظيمة وقد جعل الله كافل اليتيم في الجنة مع النبي والساعي على الأرامل والمحتاجين، والصدقة من الصور التي تجعل المجتمعات تعيش بلا فروقات كبيرة فيعطي الغني الفقير من فضل الله تعالى ومع ذلك يكتب الله له الأجر فهل هناك كرم وفضل أعظم من ذلك من الملك سبحانه المنعم الجواد.
خاتمة
بينا لكم فضل الصدقة العظيم في بضع كلمات لأن هذا الفضل العظيم لا يعلمه إلا الله ولا يمكن حضره أو معرفته في مقال ولكن من باب التذكير ولاننا جميعاً نحتاج لمن يذكرنا، وفضل الصدقة عند الله قد يكون أعظم لأن بعض الروايات ذكرت أنها تصبح مثل الجبل فهل كجبال الدنيا أم جبال لا يعلمها إلا الله وما حجم هذا الجبل، جعلنا الله وإياكم من المتصدقين والمتصدقات وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.